الصفحة الرئيسية قصيدة النثر احمد مليحيق يكتب “لهم ما لهم وهم عائدون!!”

احمد مليحيق يكتب “لهم ما لهم وهم عائدون!!”

نص شعري بعنوان "أعلى من أسمائنا فى التجربة"

563 مشاهدات 2 دقائق اقرأ

دنونا من خلو الهتاف على سحنة الطبيعة
ادرَكنَا شرود الشكل فى غمار الاصابع وهى تغيب عن بلل
يستطيل على مفردات المقابر

كنا بلا غيم يليّنُ خطانا ونحن قريبون من فراغ الآت من افرزات الافول
كان الحلم أقرب إلينا من حشرشة الفكرة فى كنه المبالغة
وكان للبئر ذاكرة عمودية ليحفظ دم اسماءنا
هكذا مستقيمة على طرف مشهد شاهقا فى المخيلة

وكنا بالقرب من عواطف السور ننتظر قمر يمرر حريره على يوم بلا جدوى
كنا نوهم أنفسنا اننا بالقرب من منحدر الغموض فى ختام التحية
عند هزيع يفرك فروة النباهة
وحتى نكون أقرب من وريد الخرافة

ها نحن نحث الكلم ان يفسر لنا معنى أن تكون للشمس نضارة الشهداء
لموت يليق بانفاس الزيتون فى عروقنا
حتى يعلو بنا هذا الوله الجنائزى إلى منتهى الخواء فى الصحو

كنا كذلك نافل رويدا من صخب النضج الطالع من ضمور الاصابع على فوهة الترقب
لنا رائحة لوصف غصة على الخرائط
ولنا على مسامات العشب ثبات التفاوت وتكرار
ولنا ريح تلوك غرائز الوقت وسماء تحرس حلمنا

إذ نحن ملنا إلى شغور اليمين من شوائب الشمال
إذ نحن اقتربنا من خيال الرخام على ابجدية شفافة لهذا الغموض
واذا صعد منا جبل نكون قد اربكنا هبوب الملح من كتف صنوبر لنا

فى كل ما رايناه من غزارة الأشياء فى شح الانتظار
من اهتزاز للمغيب على زند لنافورة نبتت على اطراف سهو علق على دهشة الاصابع
من مشهد ضيق لشجرة اللوز على حوض ينضج رويدا بالذكريات

لهم ما لهم وهم عائدون من مسرب النمل فى كلامنا إلى عورة البلوط
خلف او اقل علوا او ربما نزرا من سردية التابوت فى الخرافة

لم نكن أبدأ هناك لترانا سنديانة البدء
لم نكن هنا لنرى ظلّنا يعرج إلى خاتمة النداء فى اول الجدار
هذه عتبة لنشاز الحدس
وهذا الوضوح يقشر خرافة لليل
يصعد من بداهة النشيد نشيدنا ونحن نعبر آخر الذكريات فى اول الخرافة

لا خطى لهم على تحديقنا فى لهاث
زيتون يحنّ ولا يقترب لنا فى صيغ العدّ بداية الأشياء فى سجية القمح
وأشياء لبداية العدّ حين نكون او كنا عند رمزية الرخام فى ارتقاء الملامح من ملح العناصر
ان نكون هناك يعنى أن للهواء نعاس علينا
وأن هيأة الروائح على ضآلة الهيكل لها طراوة القاع فى مجريات النص

هكذا ينضج فينا خروج لائق للمشهد من عشب شارد على مسامات نوافذ فى ذهنية التآزر
مع ريعان الذهول على جسد جامح من طور افوله
رتبنا هذا النزر بما يقتضيه الطلق

لم نعد بحاجة لنماء المطر من أكف شاهقة نحو السماء
لم تعد رحابتنا من تيهها كى نحص ضوء دمائنا على أنفاس القباب
ونحن نحنّ إلى الاخضر الصاخب فى اوردة المقبرة

لكل قبر خيال يحج إلينا
لم نجد زغاريدنا فقد غمرها خفوت الصديد فى صدفة عتمة
صعدت منا إليهم وهم لا يبرحون نقص اللون فى الخواء
لا ظل لهم على حروفنا لا غدهم سيديم لهاثه على غدنا
ولا سلالة شمسهم تصعد إلى بدايتنا

هنا من فج فى الذاكرة سنعيد ترتيب خزفنا حتى نصعد باسمين إلى ياسمينة فى زينة الهواجس
عند منحدر الغموض فى نصاعة النداء
على من سبقنا الى حيثيات القرب من ذهول التواطىء مع العتمة

كنا غزيرينا عند مناسك الذود عن البياض
وكنا أكثر اتساعا من التردد حتى باغتتنا تلقائية الفجر من رهافة البلاغة
ونحن نسوس ملح الفوات
ولا شيء يبقى على ملامحنا كما هي تماما
كما هي على سفوح عشب يألفنا كما نألف نحن عشبة البزوغ للنحاس من وبر التضاد

هذه اوائل الأشياء فى حلق الوقت لنا فيها دهشة
خطوة ومتر من الامنيات
هل كان لا بد من اقتفاء تناثر شحّ الغبار من الصدر حتى تعرفنا السماء
هي السماء دليلنا إلى عرق التراب على الذاكرة

سنكون هناك تماما هناك وقت هبوط الواسع من السماء إلينا
وحين يعود الجدار من حنينه إلينا سنكون هناك عند انعطاف الهاء فى لهاث الهيأة
هيأة ربكة لهبوب الأوان من ركود اليبس على أنفاس لنا

خلف رؤاهم كان سهو ينزّ من جنوح اليد إلى شتاءها
وكنا حذوى خفوت يضوع من دقة الترقب
كنا تقريبا بلا انتظار يهزّ جموح البطء إلى انفلات فارع من نواصى قلة البزوغ فينا

ها نحن دنونا من هيلمان التوقع على اتساع الثوانى
بصيرورة الحديد فى سيرة صمت يهيل هالة فكرة تعلو اعلى من اسماءنا فى التجربة

  • شاعر تونسي
    أحمد مليحيق، شاعر تونسي يتجاوز التقاليد ويشق طريقه بأسلوب قائم على الأصالة والابتكار. ديوانه الأول "يكاد يرى عماه" يضعه في خانة الكتابة الخارجة عن المألوف، تلك التي تستدعي لغات جديدة للمشاعر والتأملات. حضوره في فعاليات مثل ملتقى شعر المقاومة، ونشره في منتديات أدبية مرموقة، يبرز اندماجه في فضاء الكتابة المتجددة. قصيدته المنشورة في نيابوليس تنمّ عن شاعر لا يفقد صوته بين الحشود، بل يضمن له نبضًا شهميًا وميادين عبور إنساني.

اقرأ أيضا

أترك تعليقا

سجّل اسمك وإبداعك، وكن ضيفًا في محافلنا القادمة

ندعو الأدباء والشعراء وسائر المبدعين إلى أن يُضيئوا حضورهم بيننا بتسجيل أسمائهم وتعمير الاستمارة التالية، ثم النقر على زر «أرسل» ليكون اسمكم ضمن قائمة الدعوات إلى تظاهراتنا الثقافية القادمة — حيث يلتقي الإبداعُ بنبض الحياة، وتُصاغ الكلمةُ في فضاءٍ يليق بكم وبأحلامكم.