699 هذا النص الشعري يتنفس بوتيرة تأملية حالمية، حيث تمتزج الذاكرة باللحظة الراهنة، وتتداخل الرموز مع الصور الحسية لتشكل فضاء شعوريًا متسعًا. يتحرك النص بين الصمت واليقظة، بين الفجر والظلال، ويستحضر رموزًا مثل “قوبلاي” والجدّة والحدائق كحاملات للوعي والحنين، فينسج تجربة شعرية تتراوح بين التأمل والدهشة، بين انتظار التغيير واستشراف المعنى. هو نص عن الصيرورة الداخلية للروح، عن الانبهار بالوجود، وعن بحث الإنسان عن وضوحه في خضم الغموض والغياب…. [نيابوليس الثقافية] رويدا،نحو أفول الحديدمن زغب الحرف،رويدا،تطلع جلبة،تنقع ملامحناببعض ليونة،وبعض ما يذويمن الرفات. سينخفض النعاسعلى يباس النوافذ،وسيبسط الترددتوقعهعلى لهاث الضيق. لا نوافذ للخفوتكي نطلعلحظة انحياز الوردةإلى ما بقىمن صيرورة الذهولعلى غرائز فجرنا. سينخفض النعاس،انخفض،فانهمرناإلى ضمور الضوءعلى الوضوح. تعاقب الهبوطعلى سيرتنا،ما اقتربنامن انحدار التأقلممع الظل وضده،إلى الفارق بين البياضوالتشابه. كنابمحض ذات الترددذاهبينإلى خفوت الوردة،حاملين أوزار الفجرعلى أكتاف البيت،حاملين ما بقىمن أغنيةمعلقة من ناصيتهاعلى فحمة الغيب،ونعناع يتزاورناحية القلب. لولاأننا حمّلنا شغفناكل هذا الفراغ،لا ندريهل نجد في طريقناما وعدتنابه القيامة؟ هل نجد النجومقرب الفصاحةفي تحيتنا؟هل كان عليناقبل الخوض في خواءالأحجية،أن نترك ريعانالصخبيرعى من أكفاننا؟ أيها المشدود من لهاثكإلى سلاسة النقيض،في فيضك،ألق بنحاسكفي جوف الصوت،وأغرس في رئةالنوافذثباتا. علنا،إذا اهتدينا إلى جذعيفضي بالنظراتإلى اللاشيء،في غفلةالكهف عن أحلامنا،علناسنعبر فراسة الشمستنزّ من قاع الفكرة،وسنعبر شوائب البهتةعلى فوارق القفر. سنعبر،عبرنا من اللاجدوىإلى ابتعاديلينويتقلصلينضج وضوحا،يتحسس بياضاسيأتينامن فحولة الجدار. ها قدبدأنهوض التوسعمن فج الربكة،فعلى الأنفاسأن تثبتعلى غمار الصيرورةحتى يتضحما فاتنا من الفجر. كنا بلا وفرةبانتظار اهتزازيشرخ المعنى،سيفوح،فاح الشكلمن ربوة الكتف،ولم نرما اعتدنا أن نراهمن قيلولة الضحكةفي باطن الكف. حين يتوسع الظمأفي ربكة اللونعلى مقربة من فروةالنص،ها قدنبتت الصدفةمن فوارق البلل،ولم تتعرق السماء،ولم تتعر،فكان لا بدللكلاممن فزاعة ليثمرفاكهة للدليل. وسنكون،غالبا ما كنانتحسس هواجس النبض،يبقّعرقعة الإيقاعفي خيال خفيفللهطول الضيقعلى ريح تستظلبطرف نبض عالقافي تفاوت العتمةعلى سؤالناعن مغزى الحروففي تدفق اللاشيء. كنا،قبل أن تداهمناعواطف اليبس،نرد التحية بأحسن منها،ونزرع فسيلة من دمناعلى أنفاس الغموض،حتى لو أبكرت القيامة،ونعبأ غيوم الخريففي جرار الذاكرةلتخفيف وطأة الحرفلصيف سيأتيبعد حين. كنانجفف وقع الوضوحعلى صديد الغياب،ونملّح يقظة الحريرعلى سقف الأضداد،ونمشي في الأرض مرحا،وإذ صادفنا الليلونحن على تلال الروائح،نستدل بفخار القمرللرجوع إلى بيتأنهكته الحروف. كنا أيضاننتظر الشساعةمن سفوح القلة،في يقظتناجاءنا (قوبلاي)قادما من نعاس غامقللطبيعة،أربك شجرنا،أمطر حدائقنابالغياب،وبشرنابانفلات للظلالفي الشكل،وبقليل من كل شيءفي سلالتنا. فنحن وإن كنافي تكرار يتواتردوما،لطفولتنا على عشبأرهقه الانتظار،فلنا فطرتنامنسدلة على عواهنهافي غفلة من سرائر الحديد. سنسمع خطوات (قوبلاي)قادما من فجاجشحيحة الظن،حاملا عتبات العتمةبين أنامله،وربكة لإيقاظ التجاعيدفي خيال الحلق. سنسمع،سمعنا نشوزهعلى حمأة اللونفي صباحنا،ولم نأبهللصديد يعتمترددنا. قد نبهتنا جدتيحين اتكأ الفجرعلى تجاعيد بصيرتها،وفاح الشيب من ناصيةعكازها،أن (لقوبلاي) خفوتسينفض عن ترابناحكمة الصالحين،وأن له بين اليباسفزاعة،وأن به ما نسيناهمن طفولتنا. جدتي لازالتبدقة البطءتسدل صوتهامن فوهة في الغروب،وتقول:لملموا نسقكممن الطريق،(فقوبلاي) آتمن تيه في الحيز،ليأخذ تحيتكممن دهشة العشب،ويزرع فواتالنوافذكم. فأضرموا يقظتكمحذو استدارةللفلاة،في فحولة الفجر. (قوبلاي)سيأخذ من ريحكمسهوالأرضه،وسيأخذ من فطرتكملغةلشتاته. سيأخذ،أخذكل ما فينامن زينة للأبيضعلى الوضوح،ووضوء لينتبهأكثر لاتساعناعلى نشأة الشمسمن مفردات الرجوع. ونحنعلونا كثيرا،بلغنا عنان الشجرفي سردية السبات،وأطعناحلمنا يحملنا حمأةللمكان. ما كان للجدةأن يفوتهاصحوة الظهيرةعلى الكتف،ووفرة الضيقفي سؤالها عن وقتالرخامفي ليلنا. فاتهاأن تكدس ماضيهافي رئة البيت،وفاتها أن تخبئفتات موسيقىتحت وسادتها. فاتهاأن تطوي صباحات(قوبلاي) الهشةكي لا يفاجئناونحن ذاهبونإلى البئر،نملأ الحديقةبتثاؤب الوضوحيفوح من انتباه فالتمن شوائب الباب. نضع مزهريةلأنفاس الفصاحةكي نكون أكثرفي المجال،ونكون أقربمن حرير ألفنعاسنا. جدتي أخبرتنابقدوم (قوبلاي)من فج في الذاكرة،يطلّأو طلّ،لكننا أفلتناكلامهايرعى في المقبرة،وهيأنا صباحنا(لقوبلاي)كي يخرج تمامامن لغتنا،ومن زفرة تأقلمتمع شمال أرخييبسه. فاقتربنامن جهة في الريحتطلع،وانهمرنا. وجدتيمازالت تهش التجاعيدعن صباحهابعكاز غشاه العمى،مازالتتوصينا أن نخبئالحديقةفي حلق السماء. فاقتربمن علو سيحلبفيضيليق بتقعّب الحروفعلى الاسم،واقترب أكثرمن تيه الذهولفي الأقاصي. سيبدأ،ها قد بدأضلوع الحديدفي البزوغ،فألق بيقظتك،يلتقطهابعض الحرير. واقترب،اقترب قليلامن وسعك،حتى ترى الجدةتعد عماء…