الصفحة الرئيسية القصيدة العمودية محمود محمد ربيع: قصيد بعنوان “ذكاء بلا قلب”

محمود محمد ربيع: قصيد بعنوان “ذكاء بلا قلب”

143 مشاهدات 1 دقائق اقرأ

في زمنٍ تَسارَعَتْ فيهِ الخطى، وتَزاحَمَتِ الأفكارُ في الفضاءِ بلا مَدى، وقف الإنسانُ حائرًا أمامَ اختراعٍ يَصنَعُ ما لا يُرتجى، ويَفكِّرُ كما لم يكن يُرتجى، ذكاءٌ لا ينام، وعقلٌ لا يَشكو الونى، يُلبِّي الحاجاتِ، ويَكشِفُ المعجزاتِ، لكنه قد يُخفي في طيّاتِه البَلاء.

فهل يكون نعمةً تُنقذُ الإنسانَ من عَثَراتِ الدُنى؟

أم يكون نقمةً تَجعلُه غريبًا بينَ صُنعِ يديه، وأسيرًا لما ابتدئ؟

إنها لحظةُ وعيٍ فارقةٍ… فإما أن نُحسِنَ التوجيهَ فننجو، وإما أن نُسلِمَ زمامَنا للآلةِ، فَنضِلَّ الطريقَ والهُدى.


القصيدة

وفي زمن التطور قد برزنا
بذكاء كالسّراب لمن جهلنا

يساعدنا ويشغلنا جميعًا
ويسرق من عقول القوم فكرًا

فهل نبقى عليه مسيطرين؟
أم استسلمنا لذكاء لم نفكر؟

يقال: سلاح علم فيه خيرٌ،
ويمكن أن يدمّرنا إذا غفلنا

له وجهان: وجه نهى ونور،
وآخره جهالة من تفنّى

فإن أحسنت صنعه كان نورًا،
وإن أسأت قد يجلب لنا الويلَا

أيا إنسان، فكّر قبل خطوٍ،
وكن بالعلم في سبيلك مرتقيًا

وخذ منه الجميل وزن مداه،
وجنّب شرّه لتنال فضلًا

فذكاء العصر نعمة من رعاه،
ونقمة من بغير العقل ضلّا

فلا تأمن لعلم دون وعي،
ولا تركن لقوّته كثيرًا

فعلم اليوم إن لم يرشِدوه،
سيصنع في البشر شرًّا ثقيلًا

فكن حكيمًا في التعامل معه،
تكن للنور في الدنيا سبيلًا

  • شاعر وكاتب ومفكر مصري
    دكتوراه في الفلسفة والعلوم الإسلامية محمود محمد ربيع محمد عثمان شاعر وكاتب ومفكر يُعدّ الدكتور محمود محمد ربيع من الأصوات الشعرية المعاصرة التي تمزج بين عمق الفكر وصفاء الروح، حيث يتميز شعره بروحٍ صوفيةٍ رفيعة ونفَسٍ وطنيٍّ نبيل، إلى جانب رسالته الإنسانية التي تهدف إلى إحياء القيم المجتمعية الأصيلة. يرأس الدكتور محمود "صالون الدكتور محمد ربيع للفكر"، ويشرف على مجموعة من الأنشطة والمجموعات الثقافية المنبثقة عنه، والتي تهدف إلى دعم الإبداع، وتعزيز الفكر الحر، ونشر الوعي الثقافي في المجتمع. نُشرت أعماله في العديد من المنصات الأدبية والعلمية، ومن أبرز قصائده: قلب واحد، تاج المروءة، سيدة الصبر، صرخة الموت، ذكاء بلا قلب، عهد الرحمة، فيضك ملجئي، عاشق النور، نجوى العاشق، أنا العبد، نبض القرب، منتهى العشق، في درب الهدى، ملحمة العشق، وغيرها من الأعمال التي تعكس عمق التجربة واتساع الرؤية. وقد قُدّمت بعض قصائده في صورة كليبات مرئية من إنتاج "ميديا صالون الدكتور محمد ربيع للفكر"، في إطار دمج الكلمة الراقية بالصورة المعبرة، لنقل رسالة الشعر إلى أوسع شريحة من الجمهور. يؤمن الدكتور محمود بأن الكلمة الصادقة قادرة على التغيير، لذا يحرص من خلال قصائده على تقديم رسائل تُنير الطريق، وتزرع الأمل، وتوقظ الضمير الإنساني، في زمن باتت فيه القيم في حاجة إلى من يُحييها بالكلمة الطيبة والنفَس النقي.

اقرأ أيضا

أترك تعليقا