الصفحة الرئيسية القصيدة العمودية محمد علي سعيد: قصيدة بعنوان “نحنُ الكيانُ”

محمد علي سعيد: قصيدة بعنوان “نحنُ الكيانُ”

222 مشاهدات 1 دقائق اقرأ

تتشرّف المجلة الثقافية نيابوليس بنشر قصيدة “نحنُ الكيانُ” للشاعر التونسي القدير محمد علي سعبّد الذي شارك بها في مجلس الأنس والأدب في دورته الرابعة تحت شعار: “الشعر يجمعنا… والحلم يوحدنا” بتنظيم من مجالس الأنس والأدب بنابل وذلك يوم الأحد 29 جوان 2025 بالفضاء العائلي بروكس بنابل

القصيدة:

نحنُ الكيانُ ولا كيانَ سِوَانَا
نحنُ الّذين استَنْكرُوا الطُّوفَانَا

نحنُ الَّذينَ نَنَامُ مِلْءَ جُفُونِنَا
وَنُقَتِّلُ الْجَوْعَانَ وَالظَّمْآنَا

نَحْنُ الَّذِينَ تَهَوَّدُوا وتَلَبَّسُوا
بِالدِّينِ لا سِرًّا وَلَا إعْلَانَا

نحنُ الّذين بِغَازِنا قَدْ خَنَّقوا الْـ
آلَافَ حَتَّى يَسْكُنُوا النِّيرَانَا

نَحْنُ الّذين بِحَجِّنَا أموالُنَا
تَغذو الأعاديَ تُطْرِبُ الشَّيْطَانَا

نحنُ الّذين إذا أتانَا قائدٌ
مِنْهم تَرى فينَا العَظِيمَ أَتَانَا

نحنُ الَّذين بِلا عُهودٍ أو عُرًى
بِتْنَا نَعُدُّ إلى المصيرِ خُطَانَا

سَنَذوقُ يومًا مَا مآسيَ غزّةٍ
وَلَسوفَ يَغْمُرُنا الرّدَى ألْوَانَا

سَنَذُوقُ بَغْدادًا صَديدًا علْقَمًا
ودِمشقَ سَوْف نَسِفُّهَا حَرَقانَا

والقُدْسَ ما أدراكَ سوف نَلوكُها
شَوْكًا يُذِيبُ القَلْب والأَحْزانَا

أفَبَعْدَ هذا الخزي نحسبُ أنّنا
ندعُو الإلَهَ، وَنَعْبُدُ الرّحمانَا؟

أَفَبَعْدَ هذا الكُفْرِ بِالْآلاءِ والْـ
قُرآنِ نرجو للقلوبِ أمانَا؟

يا أيّها العربيُّ صبرًا إنّنا
سَنموتُ أكثرَ في المدى خِذْلانَا

وَسَيرقصُونَ على الدّماءِ بأرضِنا
وَسَيُحرِقُونَكَ مَيِّتًا حَيْرَانَا

سَيُحدّثون بنِيكَ أنّكَ خَائنٌ
وَسَيرجمونَكَ أَعْظُمًا أزمَانَا

وَسَيكتبونَ بأنّ في زَمَنِ الحَدَا
ثَةِ لم يكنْ غيرُ اليَهودِ حَمَانَا

وَسَتَسألُ الشَّبكاتِ في مُستقبلِ الـلّـ
حَظاتِ عن هذا الّذي أعمانَا

وأصمّنا وأذلّنَا وأذاقنَا
حِمَمَ الكآبةِ، ما الّذي أفْنَانَا؟

تالله ليس لنا سِوانا من عِدًى
مَهما أَصَرَّ على القِتَال عِدَانَا

تالله لن نطَأ الكرامةَ مَرَّةً
أُخرى، ونحنُ نُعَرْقِلُ الشّجْعَانَا

كلَّا ولا حريّةً سَنَعيشُها
حتّى نكونَ لرُوحِنَا جُسْمَانَا

ونحرّكَ الدُّنيا بفَيض شُعورِنا
أمَلًا وعِزًّا؛ سَطوةً وبَيَانَا

حتّى نحبَّ الموت أكثرَ مِن محبّـ
ةِ مَنْ يُعادينا ولا يَتوانَى

حتّى نفصّلَ مِنْ مَلاحم شَعْبِنَا
قِصَصًا تَظلُّ على المدى تِيجَانَا

ونعودَ نبني مجْدَنا يَوم الوغَى
ونحاسِبَ التَّاريخَ وَالخُوَّانَا

ونموتَ من أجْل الحقيقةِ لا سِوَى
وَنُطهِّرَ الأقصى بِبحْرِ دِمَانَا

وعلى تُرابكِ يا فِلَسطينُ الحبيـ
بةُ سَوف نحيَا فيكِ أوْ نتَفانى

لكنْ تأمَّلْ أيُّهَا العربيُّ هلْ
نحنُ الكيانُ أمِ الكيانُ سِوانَا !

  • شاعر تونسي
    من مواليد الثّامن من شهر رجب سنة 1407هــــــــــ الموافق لــــ 08/03/1987م بمعتمديّة قصور السّاف أصيل معتمديّة البرادعة ولاية المهديّة. • أستاذ تعليم ثانوي متخصّص في التربية والتّفكير الإسلامي بولاية أريانة. • متحصّلٌ على الشّهادات العلميّة من المعهد العالي لأصول الدّين، جامعة الزّيتونة تونس: - شهادة الدّكتوراه في تخصّص علوم القرآن والتّفسير سنة 1433هــ (2022م) وعنوان أطروحته: المثاني في القرآن الكريم بين النّظريّة والتّطبيق بإشراف الدّكتور محمّد بن محمود خوجة. - شهادة الماجستير في تخصّص علوم القرآن والحديث والسّيرة سنة 1439هـــــــــ (2017م)، وعنوان الرّسالة: التّشابه في القرآن الكريم: دراسة في التّفسير الموضوعي. - الإجازة الأساسيّة في العلوم الشّرعيّة سنة 1436هـــــــ (2015م). من إصداراته: - رواحة الأسرار في فضائل المختار ﷺ، عن دار اقرأ للنّشر سنة 2023م. - المثاني والسّبع المثاني في القرآن العظيم: تجلّيات وآفاق صدر سنة 2023 في طبعته الأولى عن مجمّع الأطرش للكتاب المختصّ، وهو في الأصل أطروحتي الّتي قدمتها للحصول على درجة الدّكتوراه. - البيان لمقام القرآن من سور القرآن للشّيخ القاضي مصطفى السّماوي: دراسة وتحقيق، صدر عن دار الأهرام للطّباعة والنّشر، سنة 2023. - مدّاحُ النبيّ صلّى ﷺ، وهي أوّل مجموعة شعريّة في المديح النّبوي في تونس، صادرة عن دار الكتب العلميّة بيروت لبنان، أفريل 2025. - له كثير من القصائد الوطنيّة والمشاركات في شعر المقاومة خاصّةً في وسائل التواصل الاجتماعي. البريد الإلكتروني: dalitosaid@gmail.com

اقرأ أيضا

أترك تعليقا