تتشرّف المجلة الثقافية نيابوليس بنشر قصيدة “نحنُ الكيانُ” للشاعر التونسي القدير محمد علي سعبّد الذي شارك بها في مجلس الأنس والأدب في دورته الرابعة تحت شعار: “الشعر يجمعنا… والحلم يوحدنا” بتنظيم من مجالس الأنس والأدب بنابل وذلك يوم الأحد 29 جوان 2025 بالفضاء العائلي بروكس بنابل
القصيدة:
نحنُ الكيانُ ولا كيانَ سِوَانَا
نحنُ الّذين استَنْكرُوا الطُّوفَانَا
نحنُ الَّذينَ نَنَامُ مِلْءَ جُفُونِنَا
وَنُقَتِّلُ الْجَوْعَانَ وَالظَّمْآنَا
نَحْنُ الَّذِينَ تَهَوَّدُوا وتَلَبَّسُوا
بِالدِّينِ لا سِرًّا وَلَا إعْلَانَا
نحنُ الّذين بِغَازِنا قَدْ خَنَّقوا الْـ
آلَافَ حَتَّى يَسْكُنُوا النِّيرَانَا
نَحْنُ الّذين بِحَجِّنَا أموالُنَا
تَغذو الأعاديَ تُطْرِبُ الشَّيْطَانَا
نحنُ الّذين إذا أتانَا قائدٌ
مِنْهم تَرى فينَا العَظِيمَ أَتَانَا
نحنُ الَّذين بِلا عُهودٍ أو عُرًى
بِتْنَا نَعُدُّ إلى المصيرِ خُطَانَا
سَنَذوقُ يومًا مَا مآسيَ غزّةٍ
وَلَسوفَ يَغْمُرُنا الرّدَى ألْوَانَا
سَنَذُوقُ بَغْدادًا صَديدًا علْقَمًا
ودِمشقَ سَوْف نَسِفُّهَا حَرَقانَا
والقُدْسَ ما أدراكَ سوف نَلوكُها
شَوْكًا يُذِيبُ القَلْب والأَحْزانَا
أفَبَعْدَ هذا الخزي نحسبُ أنّنا
ندعُو الإلَهَ، وَنَعْبُدُ الرّحمانَا؟
أَفَبَعْدَ هذا الكُفْرِ بِالْآلاءِ والْـ
قُرآنِ نرجو للقلوبِ أمانَا؟
يا أيّها العربيُّ صبرًا إنّنا
سَنموتُ أكثرَ في المدى خِذْلانَا
وَسَيرقصُونَ على الدّماءِ بأرضِنا
وَسَيُحرِقُونَكَ مَيِّتًا حَيْرَانَا
سَيُحدّثون بنِيكَ أنّكَ خَائنٌ
وَسَيرجمونَكَ أَعْظُمًا أزمَانَا
وَسَيكتبونَ بأنّ في زَمَنِ الحَدَا
ثَةِ لم يكنْ غيرُ اليَهودِ حَمَانَا
وَسَتَسألُ الشَّبكاتِ في مُستقبلِ الـلّـ
حَظاتِ عن هذا الّذي أعمانَا
وأصمّنا وأذلّنَا وأذاقنَا
حِمَمَ الكآبةِ، ما الّذي أفْنَانَا؟
تالله ليس لنا سِوانا من عِدًى
مَهما أَصَرَّ على القِتَال عِدَانَا
تالله لن نطَأ الكرامةَ مَرَّةً
أُخرى، ونحنُ نُعَرْقِلُ الشّجْعَانَا
كلَّا ولا حريّةً سَنَعيشُها
حتّى نكونَ لرُوحِنَا جُسْمَانَا
ونحرّكَ الدُّنيا بفَيض شُعورِنا
أمَلًا وعِزًّا؛ سَطوةً وبَيَانَا
حتّى نحبَّ الموت أكثرَ مِن محبّـ
ةِ مَنْ يُعادينا ولا يَتوانَى
حتّى نفصّلَ مِنْ مَلاحم شَعْبِنَا
قِصَصًا تَظلُّ على المدى تِيجَانَا
ونعودَ نبني مجْدَنا يَوم الوغَى
ونحاسِبَ التَّاريخَ وَالخُوَّانَا
ونموتَ من أجْل الحقيقةِ لا سِوَى
وَنُطهِّرَ الأقصى بِبحْرِ دِمَانَا
وعلى تُرابكِ يا فِلَسطينُ الحبيـ
بةُ سَوف نحيَا فيكِ أوْ نتَفانى
لكنْ تأمَّلْ أيُّهَا العربيُّ هلْ
نحنُ الكيانُ أمِ الكيانُ سِوانَا !