هذه القصيدة غزلية رقيقة، تفيض بأنفاس العشق وهيبة الجَمال، حيث يرسم الشاعر صورةً لامرأةٍ ملكةٍ على عرش الهوى، يعترف بأن الزمان خضع لذكرها، وأن أنفاسها تبعث الأمل وتبدّد اليأس. تتماوج الصور بين المطر والنسيم والنجوم، لتجعل من الحبيبة قصيدةً قائمة بذاتها، وسحرًا يتوهّج في العيون والقلوب. في كل بيتٍ تتجدد صورة المحبّ الموله الذي وهب مهجته بلا قيد، متمنّيًا اللقاء في لحظة ليلٍ يكتبه البدر على ملامحها… [نيابوليس الثقافية]
نص القصيدة:
يا مَلكةً عبَرَ الزمانُ بذِكرِها
حَتى غدَا فِي حُسنِها خَجِلُ
ماذا أقُولُ وعِطرُ رُوحِكِ فَاتن
قَد ضَاعَ في أنفاسِكِ الأملُ
أمطَرتِني وَدقَ الغَرامِ فأزهَرَت
أرضِي، وزالَ اليأسُ والأجَلُ
مَرَّ النّسِيمُ على خُصَالِكِ مُبهِجًا
فتَهاوَتِ الأوتارُ والمُقَلُ
مَهمَا تَوارَيتِ اشتَعَلتُ صَبابَةً
فالحُبُّ نارٌ مَا لها مِثلُ
إني وَهَبتُكِ مُهجَتي ومَشاعِري
مَا دُمتِ أنتِ، فكلُّها تُبذَلُ
يا لَيتَني ألقاكِ في سَحرِ الدُجى
والبَدرُ يَكتُبُ وَجهَكِ الأجملُ
فأذوبُ في كَفَّيكِ نَغماً عَاشِقاً
يَبقى، ويُحيِيهِ الهَوى فيَصِلُ
أنتِ القصيدةُ، والبيانُ، وسِحرُهُ
في حُسنِكِ استَسلَمَ لِي الغَزَلُ
أنتِ النجومُ إذا تَألَّقَ نورُها
والكونُ في عَينَيكِ يَكتَمِلُ
فَابقِي كمَا أنتِ مَلِكَةٌ فِي الهَوَى
تَسبِي القُلُوب وتَخشَعُ لهَا المُقَلُ