124
كم تعتدي أتظنّ أنّك مبصر
والجند حولك والعصا والمنهج؟
ولك السّيول وسطوها وصقيعها
وهديرها واللّؤلؤ المتوهّج
النّور فوقك بدلة فضفاضة
واللّيل طودك عوسج يتعجّج
احذر فقد كانت تهلّ من السّما
قبب يهاب لهوجها متحلّج
من طوق أجراس كأنّ رنينها
صوت يردّد دائما ويؤجّج
وطبول قلب قارعات كالهوى
ترضي الحبيب كأنّما هي عوسج
فمتى تراني في الخيام مسلّم
وخيال سحر باللّفاف معوّج
غرّت بك الدّنيا فهل لك رادع؟!
لمّا حباك الحظّ فيها تنهج
ما بين أوطان شعار عقولها
طفل يعذّب دائما ويدمغج
ما هذه الأشلاء؟ إنّ ظهورها
طيف يبدّد لاحقا ويسيّج
صور وهامات تجرّ وراءها
طورا قطارا كان فيها يعرج
ما ذنب أطفال؟ شتات نفوسها
قهر يردّد دائما ويمنهج
ما هذه الأخبار؟ إنّ حضورها
سهم يبدّد غالبا ويشنّج
غرّت بك الدّنيا فهل لك رادع؟!
حتّى نهاك الله عنها تنسج