هذه النصوص القصيرة تتوزّع بين هايكو مشبع بالصور الطبيعية وومضات شعرية1 تنبض بجرح الوطن والإنسان. فهي تارةً تستدعي الشمس، الأفق، الياسمين، القمر في مشاهد حُب واحتفاء بالجمال، وتارةً أخرى تنقلب إلى لوحات من الوجع الفلسطيني والمخيمات وغزة، حيث البراءة تنزف على الأرض المقدسة. ما يجمعها هو الاقتصاد في العبارة، كثافة الصورة، وتوهّج الإيحاء، بحيث يترك النص مساحته للقارئ كي يكمل المشهد في قلبه وخياله… [نيابوليس الثقافية]
النص الشعري:
خيوط شعرها الأحمر
عند المغيب تشعل الأفق
شمس يونيو
على باب قلبه الموصود
تدق أجراس صمتي
وطني الموجوع
زهور الاوركيديا
يحدثني القمر عنك
للشوق عناوين
واحة ممتدة
هذا الأفق الأخضر
ربيع عينيك
ليله الطويل
سجين الكلمات
شاعر أم عاشق
درب الأزهار
مع نفحات الياسمين
يغادرنا الصيف
بالأبيض والأسود
لوحة البانوراما في باريس
للضباب لوحاته
جمال السمر
قارة من مذاق القهوة
تكسوها الشمس
همساتها المجنونة
اعترافات الأفق في الصيف
عواصف الحب
اعتدال ربيعي
للأنثى حق الذكر
في انتظار المطر
بقايا البقايا
“لا شيء في جوفه الخاوي”
طفل المخيم
بين الطين والماء
يفترش الصبيان الليل
خيام غزة في الشتاء
أكفان بيضاء
على ارض مقدسة
تنزف البراءة
- الومضة الشعرية هي قصيدة قصيرة جدًا تُكتب غالبًا في سطر أو سطرين أو بضعة أسطر قليلة، تتميّز بالتكثيف الشديد للغة والصورة والمعنى.
فكرتها تقوم على اللمحة الخاطفة أو البرق الشعوري الذي يترك أثرًا عميقًا في المتلقي بأقل عدد ممكن من الكلمات. ↩︎