نَابِلْ ماذا أقولُ فيك حبيبتي؟
ماذا أقولُ؟ وأنا العاشق الولهانْ
قرأتُ لأجلكِ كُتبَ الهوَى
حفظتُ دواوينَ الإنس والجانْ
أتيتكِ هائمًا فلا تصدّيِنِي وغَطينِي
أنا بدونكِ ليس لي مكان، ليس لي عنوانْ
أنت عروسٌ في “دُخْلتِهَا”،
أنت نجمةٌ في “َوُطِيّتْهَا”
أُقسِمُ أنكِ الحُسْن في تجسُدهِ،
عيناكِ بحر ورمُوشِكِ خُلْجَانْ
حسناءٌ معذبتِي ما بك لا ترحمي قلبا متيّما
أصَابهُ الصُبُّ والهوى تاه في شوارعِكِ،
مُقَبِلاً أشجار الزّهرِ والصّنوبرِ والرّيحانْ.
يا جوهرةً نائمةً في أعماقِ روحِي
يا زهرةَ المتوسطِ يا زينةَ البلدانْ
أُعانقُ في أزقّتِكِ نسيم الورد
وريح الفلّ والياسمينِ والجنانْ
وأبحثُ بين ثنَاياكِ عن إرْثِ
أجدادٍ فوجدتُ رموزًا وأمجادًا وفرسانْ
نَابِلْ أنتِ ولاّدةٌ مهابةٌ، ابناؤكِ
رجالٌ مقاديمٌ، ونساءُكِ أحرارٌ حِسانْ
تحْرُسينَ بِهمْ مستقبلَ أحفادٍ
وتحفظين “نيابوليسَ” تاريخَ الأوطانْ
كالطير أشْدُو وأرنو سماءك البعيد
في ليلٍ مقْمرٍ لا أهابُ صيّدًا ولا إنْسَانْ
لأنّ كل من فيكِ شهمٌ طيبٌّ
يشعركَ بالأمنِ والراحةِ والأمانْ
أتيهُ في حاراتكِ العتيقةِ توهانْ
أتريد أن أمدّكَ ببعضِ أسمائهَا والعنوانْ؟
انظرْ إلى “ربَطٍ” مزدانْ
“زقاق بحرٍ” حافلٌ بالذكرياتْ
و”المحفرُ” بالسُياحِ ملآنْ
“بئر شلّوفٍ” بهِ أحبتًا وخلاٌنْ
اذهب إلى “الجرّةِ” رمزُ نَابِلْ
رمزُ الفخارِ والفنِّ والعمرانْ
عرّجْ على “المثردِ” واقطفْ برتقالةً
وزُرْ أولياءَ وأَسيَادَ المكانْ
هناكَ تجِدْ “معاويةً” و”عاشورً”
و”المحرصيِ” وسيّدنَا “سُليمَانْ”
نَابِلْ أردتُ أن أكْتُبكِ قصيدةَ حُبٍ
وأنا في الشعرِ مبتدِأً ولا أفقهٌ النَظمَ والقوافِي الحِسَانْ
أعْذرِنِي حبيبتي ولا تَلُومِينِي
فأنا أمَامَكِ أشعرُ أنّنيِ موهوب أنّنيِ فَنّانْ
سأصْمُتُ الآنَ عن الهذيانْ وسأقبلُ أن أَبقَى
في حُبِكِ مسجونًا فأنتِ حرّةٌ عصيّةٌ تأبَى الأغْلاَلَ والسّجَانْ
الشاعر محمد هادي عون
أضف تعليق