رئيسية » قصيدة للشّاعر عبد الواحد عمري بعنوان “مقبرة (بابلية) الشرفات”
الثقافة

قصيدة للشّاعر عبد الواحد عمري بعنوان “مقبرة (بابلية) الشرفات”

قصيدة للشّاعر عبد الواحد عمري بعنوان "مقبرة (بابلية) الشرفات"
قصيدة للشّاعر عبد الواحد عمري بعنوان "مقبرة (بابلية) الشرفات"

تتشرّف المجلة الرقمية نيابوليس بنشر قصيدة “مقبرة (بابلية) الشرفات ” للشّاعر عبد الواحد عمري الذي شارك بها في تظاهرة منبر الشعر والأدب بنابل في دورته الثانية وذلك يوم الأحد 10 نوفمبر 2024 بالمكتبة الجهوية بنابل

(1)
نمو الذاكرة
أينعت أرجوحة الألوان
روعة الروح
زجاج لا يعكس المغيب
يتم الحكمة
كهف الغابرين
غرباء قبل غربتنا
ورثاء النحيب
قمر يعبر الجسر
مجرى الأناشيد
رشاقة تابوت (بابلي) النشيج
ذكريات الهاربين
منابع صمت تسيل
إنخلعت من جرار النور
إنسابت جدول ضوء
في غفلة الريح
وحشة غار متسع التجاويف
هو والغريب لايشتبهان يشتاق حينا ير تاب أحيانا

(2)
تنام الأساطير
غائبون ومن خلفهم
خان الوقت رقرقة الحروف
هتاف بعثر قلبي
مضاوي نجمية الإشعاع
تبوح بنبأ الابطال
تهلهل الأبراج والاسوار
كنت (ضمة) الروح و (فتحتها)
(ألف) متفردة الإنتماء

أين طيوري؟
الناي بلا ثقوب
المديح علة المنحنيات
ضريح النسيان قباب وقلاع
هو والنمنمات لا يشتبهان مزقها حينا مزقته أحيانا
(3)
إعتصروا عناقيد الذهول
نبيذا (غرناطيا)
يسكن غيمة
تخون جوهر الماء
تلاشت
حدائق (بابلية) الشرفات
صعب أن نموت
ولانجهر بالأشواق
أبتسم لجثتي فلا تذكرني
متخثر
اشع بلور الصومعة
كلما استوطن الزائلون
قصورا متماسكة الزخارف
هو و الغيمة لا يشتبهان يجف حينا يتشقق أحيانا

(4)
الصدور اكفان
تكتم نقاوة المناغاة
الأيادي أحضان
تمسح حناجر الجياع
كنت أقل ارتباكا
من دهشة السنابل
إسترسال السراب ردائي
بعد الغروب
شفق يستدير وراء رمسي
قبل الفجر
حزمة ضوء تغادر وجهي
إنحرفت هندسة الموت
تسابيح
تخترق فوانيس الإثم
مرتعش
توسد أمنيات الثلج
همسة متصوف
ظلت ذنوبي
(همزة) اللهيب للفخار
هو والناي لا يشتبهان يثقبه حينا يحطمه أحيانا

(5)
عاكفون
لا تتألق أصداؤهم
جبل يتسلق أضلعي
أتنامى
قمرا هامدا
اعيد تجميع أضلاعي
اتقاطر
من نور متصلب
ذائب الإيقاع
أتسرب ليلا
يدهش افتضاح العاشقين
ضاقت
بالظامئين خزائن الأرواح
أرتقي
لا أحمل إلا أغنيتي
يرفعني طائر هائل السماوات
إنخدعت مواقيت الإسراء
تقيأ اللاهثون
كبرياء التواريخ
هو والتواريخ لا يشتبهان يكتبها حينا تكتبه أحيانا
(6)
شقوق الذاكرة إنشقت
أرق الغائبين
إرتجفت
إنفجرت أضداد لغتي
من شساعة أضدادها

إهتزت (خاء) الخادم
إنخلعت (تاء) التابع
تدلت (عين) الخاضع
لم أكن مملوكا أو عبدا
بين الوداع والرحيل قبلة ودمعة ومسافة نجمة
أدمنت رفرفة الصباح
ثلج أرهق أجنحة الحمام
لا تكن متوحش الطلقة
كي لا يجف الأحمر الرمادي
فوق فراغ البياض
عاشقة تستنشق شوق مقاتل
إستوثقت أريج المغادر
ربما انكدر هدير رجفة
هزمتني عجوز من عجائز(نيسابور)
بكى البستان
قصب النساخين
وبعض من المرابطين
حبال (المغول)
برق المغامرون الأعمى
إرتاب العاشقون جميعا
بزغ يقين الصامتين
إنتحبت
من كثرة ألمراثي وتواتر التسابيح
نودع جهرا
جفاف حرف لا يرتقي
يسيل
تستقبله بطرف اللسان

(السين) أوائلها أواخرها وسطها وأطرافها
أزيز حرفان
صفير القوافي
تجاويف الكهوف
من أجل هذا
رفض القمر مصادقة الخداع
تلتهم الحروف عثرات الخطأ
همسات تخفي غفلة الخطايا
أ؟ جن أم تجمد?
من هوس الإرتعاش
أ؟ غوى أم أغمي عليه؟
من سحر البيان
بين
طاعون الخرائب والموشحات
عتقت أحلامي
صخب يجرف هدوء أكفاني
من
ذعر الجمجمة
إلى
ندوب المشيعات
(غرناطي) الرايات والنايات
(أندلسي) الأوتار والأنغام
(بابليّ) الذاكرة والغناء

الشاعر عبد الواحد عمري
تونس

أضف تعليق