و ها إنني اليوم في العشق سرتُ
و في دربه دون هَدْيٍ مَضيتُ
فأُسقيتُ خمرا ثميلا عتيقا
و ما كنتُ من قبل هذا سَكرتُ
فأُشربتُهُ في كؤوس اللٌيالي
و عانيتُ من سُهده و ارتويتُ
رَمتني دُروبي و ما كنتُ أدري
و عن غير قصد ملاكي التقيتُ
و ما في حياتي رأيتُ ملاكا
و ما مثل ذاك الجمال اشتهيتُ
عيونٌ سبتني و همس حواني
و هُدب رماني فمنه انطلقتُ
فاصبحتُ أحيا بروح الشَّباب
أطير طليقا إلى حيثُ شئتُ
و ما كنت أبحر دون اتجاه
و ما قادني العشقُ حيث انتهيتُ
و قد كنت أحسب اني وصلتُ
فأدركتُ أنِّي لِتـوِّي أبتدأتُ
يُلوم الجميع و لستُ المُبالي
فلا لوْم يا صحبُ إنِّي عَشِقتُ
و إنِّي بعشقي تحدَّيْتُ عُمرا
يراني سعيدا و إني لَمَيْتُ
ألا فاخبرُوا العمر انِّي قُبرتُ
و ها إنَّني من جديد بُعثتُ
بُعثتُ لأحيا الحياة بصدقٍ
و أُحظى بما في الورى قد حُرمتُ
فهذي حياتي بنظمي و شعري
و ما من معاناة دهري ارتجلتُ
ألا فاقرؤوا بين حَرفي و سطري
ألا و افهموا جيِّدا ما قصدتُ
الشاعر التونسي
لحبيب المبروك الزيطاري