يذكِّرني الصَّباح بوجه ليلى
كنور الشَّمس يشرق من بعيدِ
إذا مرَّت تراقصَتِ الورودُ
و أصدحت البلابل بالنَّشيدِِ
و لاح الحسن يعبث بالقلوب
و راح النَّبض يسرع في الوريدِ
و بان الخدُّ يلمع في غرور
كلمع البرق بالداجي الشَّديدِ
و فاح العطر يعبق من رباها
كريح المسك و الزهر الوليدِ
تعطَّرت المرابع من شذاها
و ما وطئته من عشب عميدِ
و مال الغضن يلثمها برفق
و راح الورد يرتع بالخدودِ
و لاح الثَّغر و الأسنان بيض
بياض الثَّلج في قمم الجليدِ
تنحَّى الفكر مبتعدا لحين
و ناب القلب عن عقل الرَّشيدِ
فلو مرَّت بنا بعد الغروب
لخلنا الفجر يبعث من جديدِ
و ما ليلى سوى اسم مسمَّى
لمن أعنيه في بيت القصيدِ
تركت الإسم خلف السَّطر حرصا
و ما الإفصاح بالأمر المفيدِ
فخذ حرفي لتعزف منه لحنا
و لا تطمع بمعرفة المزيدِ
الشاعر التونسي 🇹🇳
الحبيب المبروك الزيطاي
أضف تعليق