الصفحة الرئيسية قصيدة النثر قصيدة للشاعر التونسي وليد عبد الحميد بعنوان “يستوي عندي ما لا يستوي”

قصيدة للشاعر التونسي وليد عبد الحميد بعنوان “يستوي عندي ما لا يستوي”

318 مشاهدات 1 دقائق اقرأ

يستوي عندي الثلج والنار
كلاهما يلسع أطرافي..
يستوي عندي الحبر والدم
كلاهما ينزف من أثر الوجع..
لا… لست أنا من يستوي عنده الحب والحرب…
في الحب الذل مباح..
وفي الحرب لا ذل ولا العرض يستباح…
تستوي عندي الغيمات والنجمات..
كلاهما تحمل حلما بمعانقة نور وطهارة القداسة…
يستوي عندي الضوء والعتمة…
في الضوء أرسم قصص التيه
وعند العتمة أبحث عن ضوء داخل التيه…
لا… لست أنا من يستوي لديه الخرافات والحقائق..
أنا الذي أمزج الطين بالضوء
والماء برحيق الورد…
فتتشكل لوحة السعادة والفرح
أنا الذي أسكب ريقي فوق شفاه الأوراق
فتتشكل قصائد الغزل…
وتنمو شقائق النعمان والبنفسج
ببستان الألق…
تستوي عندي الخمرة و الشفاه
كلاهما تسكر العاشقين…
الأولى قد حرمت والثانية جزاءها حمى وأرق…
تستوي عندي السيوف والقصائد
كلاهما تنحر الأعداء وتقطع الرؤوس
تستوي عندي العذراى والحيارى
كلاهما في أرق وقلق…
أنا الذي سرقت الأضواء من الكواكب…
وسكبت عرقي ودمعي وريقي في أكواب الزمن
فغدت القصائد باكية والكلمات موجعة…
وتألمت الأوراق وحزنت مواكب الغسق…
وصار الليل وحيدا يداعب نجمة وغيمة سوداء..

قصيد للشاعر التونسي وليد عبد الحميد العياري بعنوان “لن نلتقي"
الشاعر وليد عبد الحميد العياري
تونس

  • شاعر وكاتب تونسي
    وليد عبد الحميد العياري هو شاعر وكاتب وفنان تونسي، من مدينة قرمبالية، يبلغ من العمر حوالي 42 سنة . يعمل موظفًا حكوميًا وله حضور إعلامي من خلال قناة "الإنسان" التونسية ومداخلات إذاعية عديدة تتنوّع مواهبه الأدبية بين الشعر الحر وقصيدة النثر والقصة القصيرة والمقال، وقد شارك في عدة كتب مشتركة مع شعراء عرب وعالميين، ما يعكس انفتاحه على الثقافات المتنوعة . كما نشط في المجال المسرحي، بدءًا من المسرح المدرسي في نابل عام 1998، وتأثر بتجارب تعليمية أثمرت عنه كتابات نثرية وشعرية غنيّة صدر له في بداية 2024 مجموعته الشعرية الأولى، ويعمل حاليًا على: رواية، ومسرحية كوميدية، وكتاب حوارات صحفية، إضافة إلى تأليف حول تاريخ الأجداد، مع تعاطٍ عميق للقضايا العربية، خاصة القضية الفلسطينية بأسلوبه الواضح والمجازي العميق، يصوغ العياري قصائده التي تتناول الذات والوجود والمرأة والظروف العربية الراهنة، كقصيدته “لن نلتقي” و"موسم الوجع" من مجموعته "سمفونيّة الوجع"، والتي نالت تحليلات ناقدة أكدت قدرته على توليد صور شعرية تبدأ من الحزن وتمتد نحو الأمل باختصار، يجمع وليد العياري بين الأصالة والمعاصرة، يحمل تجربة متنوعة تؤهله لأن يكون من أبرز الأصوات الشعرية في تونس والمنطقة.

اقرأ أيضا

أترك تعليقا