قصيدة للشاعرة التونسية فاطمة عبد القادر بعنوان “فلسطين.. أناديك”

فلسطين ….
يا كرةَ الثلج تكبر في السماء
يا سرة التاريخ.. يا رحم الحياة

فلسطين
كل القضايا عادلة في الارض…
إلا قضيتُك
يسرق أدلتَها العملاء
كل الحدود فاصلة تتقد
الا خريطتُك يلتهم جوانبَها السفهاء

فلسطين
يا درةَ العرب ومولدَ المسيح
يا رحلةَ نبينا الفصيح
تعالي الى العرس
ولو متأخرة
في عرفنا تتأخر الجميلات
وينتظر على باب المقهى الحبيب
تعالي بعد العمر.. بعد الصيف
بعد الشمس
لينضج التفاح ويعسَل الزبيب

فلسطين يأكلك العطش على شجرِ الليمون
متى تفيض في جيوبِك العيون

فلسطين… يا واسعة العينين
يا مزارع الرجال واللّجين
لا تثقي بالتين المعلّق على الوهن
لا تثقي بالياسمين تقطِفه العلوج
لا تثقي بحبات المطر
ملغمة أشجار الليمون وأصص الازهار
ملغمة رياح النوء واوراق الشجر
ملغمة أقلام التصوير
ودفاتر الصبية
ملغمة جوانب القمر

فلسطين
يا ارضَنا المسلوبةَ بالحديد
يا قبة …تعتّق روائح الشهيد
تحممي بمياه القدس وانتفضي
تطهري من لوثة الخذلان برغوة الجليد
موعود عرسك للأقصى
منذور طفلك للعيد

فلسطين….
يا ذبيحة الخيانة يا تميمة الخشوع والديانة
إني اعرفك …قبل القران
قبل النسيان قبل النكران
اعرفك من رداء الثلج بأسقف الجليل
بحمرة الرمان بحظك القليل

فلسطين …على مرمى حجر انت
من بندقيتي
على مرمى حجر انت من قافيتي
تعالي ادثرْك بالكلمات..
احرسُك بالطلْقات
تعالي اعزيك. ابكيك..
الثِمك من خلف الحصار … من ثقب الجدار…
محاصرة أباريق القهوة
ونقرات النرد
محاصرة ساحات الورد

فلسطين…فلسطين…. فلسطين
دعيني أكرر النداء … دعيني …اجوّد البكاء
دعيني …. احرض الضياء…

الشاعرة فاطمة عبد القادر
تونس