قصيدة للشاعرة التونسية حميدة بن ساسي بعنوان “قصص حبّ”

تتشرّف المجلة الرقمية بنشر قصيدة “قصص الحبّ” للشاعرة القديرة حميدة بن ساسي التي شاركت بها في تظاهرة منبر الشعر والأدب بنابل في دورته الثانية وذلك يوم الأحد 10 نوفمبر 2024 بالمكتبة الجهوية بنابل

في ذاكرتي تراتيل أحباب
…وأبواب ….وأقفال…
وقباب من الألوان….وقصص حبّ…
وأهازيج أفراح…
في مقتبل العمر …
كنت ألعب
مع الصّغار…والصّراخ كالهتاف
دمية بيدي أداعبها
أحتضنها
أخاف عليها من أيادي الرّفاق…
في مقتبل العمر… كنت أعدو
في الرّّقاق …
كالجواد … في ثبات …
تخاصرني الأيّام …كنسائم لطيفة…
بين الجدران وفي الحقول
مع شقائق النّعمان …وحبّات الزّيتون
والأرجوحة والاشتياق…
ذاك السّارق و ذاك القاضي
وهذا الجلاّد…
كبرنا على مقاعد الدّرس
بعد رنين الجرس…والعدو …والأكل
واللّهو …وتصفيق المدير…
وهيبة المعلم وسكينة الذّات…
بين لحظة ولحظة
تغمرني الصّور كأنّها غيمات…
…قصص حبّ
تحكي عن الأميرات
وعن الفارس والسّاحرات
وسوالف العمر كالسّواقي ضاحكات…
أهازيج محبّة …
صورة أمّي والكحل في عينيها
يرسم ذاك الجمال
وأبي بطلعته البهيّة
يسكن قلبي
وأهازيج الفرح تعطّر المكان
صور من الماضي …فيض محبّة…
تلاوين سماء
عربدة بحر …دفء رمال…
وجدّتي الّتي غزلت من الصّوف
مودّة…تروي عن الصّبايا والأهوال
أين تلك المحبّة؟
غيّبتنا الأوجاع
وضِعنا في متاهات الزّمن
طال الفراق …
سينزل المطر مدرارا
تعالوا يا رفاق لنسق قلوبا
متعطّشة لصور الزّقاق
وتلك الوجوه …
ذواتنا…مرتدّة…
وجه جدّتي الجميل
وقطائف صوف ناعم …وذاك المغزل…
والبخور …ورائحة الورد …والأرجوحة
معلّقة على شجرة التّين…
أصابع والدي
تدفعني في رفق…
وتسترسل الضّحكات في ذاكرتي
كالوجد…

الشاعرة حميدة بن ساسي
تونس