الشاعر خالد الجلاصي: قصيدة بغداد بوحي

إلى روح الشاعر العظيم كريم العراقي

بَـغْــدَادُ بُـوحِـي مَا خَفَى الـمَـبْـخُـوتُ
إِذْ لَـمْ تُـبِـنْ خَـلْـفَ الـحَـرِيــرِ بُــيُــوتُ

يَـا مُـهْـجَــتِــي لَا لَمْ تَـضِـقْ دُنْـــيَـــاهُ
فَالرَّأْسُ مِنْ فَـرْطِ الهَـوَى مَــنْــكُــوتُ

هَـلَّا ذَكَــــرْتِ الـسُّـــومَـرِيَّ وَ سِـحْـرِهِ
بِالأُغْـنِــيَــاتِ وَ قَــرْضُـهَــا مَـنْــحُـوتُ

حَـتَّـى بَـدَا لِلْـحَــرْفِ حِـنْـوُ مُــتَــيَّــمٍ
أَرْسَــى الـكَــلَامَ بِـلَــوْعِــهِ مَـكْــبُــوتُ

وَ اللَّهُ يَــشْـهَــدُ مَنْ رَمَـى أَحْــمَـــالَـهُ
فَالـقَـلْــبُ لَاقَـــى رَبَّــــهُ مَــنْـــصُـوتُ

وَ رَفَـا رِضَـاكِ الـرُّوحَ سَــاعَـةَ أحْـــيَـا
مِنْ مَـاءِ دِجْـلَــةَ شِــعْــرَهُ الـنَّــبُّـــوتُ

ذَاكَ الـكَــرِيــمُ وَ عَــهْـــدُهُ مَــوْثُـــوقٌ
بِـرُبَــى الـعِــرَاقِ مُــعَـلَّـقٌ مَـبْـــتُــوتُ

سِـــتُّـونَ عَـامًـا وَ الـثَّـمَــانِـي لَاهَــتْ
مِنْ مِـثْلِـهَـا الأَعْــرَابَ حِـيـنَ يَــفُـوتُ

وَ النَّـاسُ فِي الأَمْـصَـارِ سَـرَّتْ بَــدْرًا
بِبَـيَـاضِـهِ المَـعْــهُـودِ سَــادَ الـحُــوتُ

وَ صَـفَـا البُـحُـورَ فَـذَكَّــرَتْ أَيُّـــوبًــا
مَنْ صَـبْـرُهُ عَــــلَّامُ بَـسْطِهِ قُـــــوتُ

إِنْ طِيلَ فِي النُّـوبَاتِ خَـلَّى الرَّاقِـي
بِـجَـنَـــاحِـهِ مَـــا هَـــمَّـــهُ يَــاقُــوتُ

د. خالد الجلاصي
04/09/2023