ولأن الحب يرفض الابتعاد عنك،
يأبى التنازل عنك،
يخرق فيك كل قواعد الغزل،
ويخلق فيك عشقا لا يفنى إلى الأبد.
ولأن هواك أنفاسي ونبض قلبي،
ووجداً في صدري أحرق خافقي بجواك.
ولأن العمر عمري،
سأفنيه بحثاً عنك،
وسأُبقي الزمان مسجوناً حتى ألقى لَحْظك،
وأضمك إلى صدري.
سأهزم فيك كل البحور المسجورة،
والحروب المضرومة،
لأجل قبلة منك.
أنا قديم في الحب.
أنا عاشق، سجلت اسمي في تاريخ المحبين،
وقلبي سجّل دمي ملكاً لحضرتك.
فلا تبتعدي عني، واقتربي،
فقربك نجاتي،
وسريان الروح في عروقي.
قتيل أنا بعيداً عنك،
فلا تحكمي بقبري،
ونامي على شفتيّ، وقبليني،
فبينهما أولد من جديد،
وبين حياتي وموتي… شفتاك.
فلا تقتلي مهجتي،
وتحرِميني تلك اللثمات.
فحبك مكتوب بين الوصل والهجر،
وقربك يتأرجح بين السماء والأرض.
أنتِ مسألة حيّرت كل أساتذة الحرف،
وصعُبت على كل نوابغ الشعر،
وهزمت كل فوارس النثر.
أنتِ مسألة لا حل لها في هذه الأرض.
أنتِ آلهة الحب،
وموتي لن يكون إلا في حبكِ أنتِ.
فأنا إنسان عاديّ النبض،
وغرامكِ سيفجّر قلبي،
وينثره تحت قدميك.
أنتِ من أنتِ؟
أنتِ بحر، أنتِ مغرقتي،
ولوعة تؤرقني.
وموجكِ يحملني لعوالم في أعماق روحي،
ويذكرني بحياتي قبل ولادتي،
قبل نزولي لهذه الأرض.
ارفعيني يا معذبتي من ترابي،
واسقيني صبابة من هجر جسدكِ المنحوت،
المضيء، الشفاف، العذب.
جسدٌ اخترق النور،
وضوء الشمس،
واخترق القمر المنير في وجنتيك.
فبين نهديكِ خُلقت كل السماوات والأرض،
والكون يعبدك،
وينهل من خمرك الحلو.
الشمس تشرق مع رمشكِ النضر،
فتضيء الدنيا،
وأذوب أنا كقطرة عرق
تنساب على خصريك،
تنساب على جسدكِ المحموم،
الممدود على شاطئ الوله…
لا زمان فيه،
ولا مكان،
إلا أنا وأنتِ،
والعشق فيه يأبى أن يندثر،
وتنساه النوارس،
ليصبح قصة حب بلا عنوان…
ولا نص.
ردت الشاعرة أ. حنان الشلي على قصيدتي بقصيدة “حكايا أفروديت“